هل أنت مؤمن بنفسك؟
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل أنت مؤمن بنفسك؟
هل أنت مؤمن بنفسك؟
بينما كنت أهم بركوب سيارتي عند أحد المحال التجارية، فاجأني شخص لا أعرفه بالسلام الحار علي، وبلهجة خليجية ممزوجة بلكنة هندية، أخذ يسأل عن الأهل ويستعيد الذكريات كأنه فرد من العائلة. ولم أستطع أيقافه لأسأله عن شخصيته ومن يكون !!! فقد كان شغوفاً بالحديث عن الذكريات الماضية وما حصل له في حياته. وحمداً لله أنه عرّف نفسه ضمن الحديث بأنه علي . هممممممممم علي !! ذالك الهندي القادم من كيرلا، والذي تعودت أن أراه على مائده الغداء بصحبه والدي –رحمه الله- حين كنت صغيراً لم أتجاوز الثامنه من عمري. أذكر ذلك المشهد حيث يتجمع علي وأخويه أحمد ومحي الدين وبعض العمال الذين يعملون في المنطقة.. وأذكر هيئتهم وثيابهم والرائحة الغير زكية التي تنبعث منهم فتعبق المكان وتزكم الأنف وتغير حتى طعم الأكل بالنسبة لي. كانت إحدى عادات العطاء وشكر النعمه التي تعود والدي على القيام بها نحو الفقراء والمساكين ومن يعملون في أدنى الوظائف وأشدها قسوة وأقلها أجراً. وكان علي أحد هذه المجموعة بلا جدال، فقد كانت لديه عربة خشبية يدفعها في أرجاء المدينة كانت كل ما يملك وكانت هي الهايبر ماركت المتنقل بالنسبة لنا نحن الأطفال في ذلك الوقت!!! فقد كان يبيع كل ما نحتاج إليه من شطائر بالجبنة والبيض، ومجموعة من الحلويات بأنواعها المنتشرة في ذلك الوقت. وكان لديه في الصباح الباكر نشاط آخر هو بيع الباجيلا والنخي أو الدنجو والسمبوسة (الباجيلا = حبات الفول، الدنجو أو النخي = حبات الحمص، السمبوسة = فطيرة مقلية على شكل مثلث تحشى باللحمة أو الخضار). كان علي مجداً في عمله وكان صوته يعم أرجاء الحي بلهجته المستعربة منادياً: سمبوسة هار مو باريد .. نخي باجيلا .. سمبوسة هار مو باريد (الهاء هنا في مكان الحاء حسب نطق الهنود، أي حار وليس بارد ليؤكد أنه طازج).
لطموح
طافت تلك الذكريات سريعاً وأنا أستمع إلى هذا الرجل الهندي الذي طرق أبواب الخمسين وغزا الشيب شعر رأسه ولحيته. وقاطعته باهتمام: أنت وين الحين؟ فنظر إلي نظرة من توقع هذا السؤال؟ وأخذ يشرح لي كيف تحول من العمل على تلك العربة المتهالكة إلى تأسيسه محل بقالة صغير وضع عليه اسم أمه تيمناً وبركة وحتى يبارك الله له في رزقه، وهذا ما حدث، حيث ذاع صيت تلك البقالة، وافتتح منها عدة فروع بمساعدة إخوته الخمسة، منتهياً بالتحول إلى مجموعة تجارية كبيرة تضم محال السوبر ماركت، وبيع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، والملابس، ومواد البناء، بالإضافة إلى تجارة المواشي وبيع اللحوم. لقد تحولت تلك العربة الصغيرة التي كان يدفعها متثاقلاً ساعياً إلى فتات من الدراهم .. إلى مجموعة تجارية كبيرة لا تقارن بعربة خشبية رخيصة. عشت مع عليّ قصته وكأني أشاهد فيلماً سينيمائياً يستحق الفوز بالأوسكار. فالقصة عبارة عن دراما ممزوجة بالجهد المتواصل، والحرص على عمل الخير، والإيمان بالله، والإيمان بالذات. أردته أن يكمل ويروي ويسرد الكثير من القصص، لولا اقتراب موعد الصلاة.
النجاح
تركت علياً لحياته ومضيت لحياتي متفكراً في حال الإنسان عندما يجتهد ويبتغي المعالي، ورأيت أن علي وأمثاله عبارة عن أناس طموحين آمنوا بأنفسهم وقدراتهم. ففرق كبير بين أن تكون طموحاً وبين أن تؤمن بأنك جدير بذلك الطموح وقادر على الوصول إليه. فجميل أن يكون المرء طموحاً مؤمناً بنفسه وطموحه. كلنا نحلم، فالأحلام مهد الأفكار العظيمة والأفكار المتناهية إما في الخير أو الشر.. فبدون الحلم يضيع الطموح، ويخفت ضياء المثابرة، ويموت العمل الجاد، ويمسي المرء سائراً في حياته كآلة لا تكف عن الأكل والشرب وممارسة الحياة الباردة الخالية من أي جذوة للحصول على الأفضل أو حماس لتغيير الواقع الشخصي وواقع الآخرين إلى الأفضل. ومشكلة الأحلام والطموحات هي كثرتها، لدرجة يغرق معها ذلك الطموح الحالم فلا يرى أمامه إلا مشاريع عظيمة مجمدة في زوايا نفسيته المثقلة بالخوف من الفشل، والقلق من المجهول، وحب الأمان لدرجة الإنكماش في شرنقة الروتين اليومي الممل.
هل انت مؤمن بنفسك
تركت علياً بكل شكر وامتنان على ما تفضل بتعليمي إياه من دروس الحياة. وبعد ذلك الدرس العابر سالت نفسي: هل أنت قادر على تحقيق إنجازك الخاص؟ هل تخيلت نفسك يوماً نموذجاً لغيرك ودرساً مفيدا للطامحين في دروب الحياة؟ هل تستطيع ان تكون شخصاً أفضل؟ هل أنت مؤمن بنفسك وقدراتك؟ وصلت إلى إجابات شعرت معها بالارتياح، وتنهدت بشكل لا إرادي وأنا أقول شكراً لك يا علي فما زال ما أحلم به ممكناً. وسؤالي لك ولكِ.. هل أنت قادر على تغيير الأمور في صالحك من الإيجابية إلى السلبية؟ هل أنت قادر على تحقيق أحلامك؟ هل أنت مؤمن بنفسك؟
بينما كنت أهم بركوب سيارتي عند أحد المحال التجارية، فاجأني شخص لا أعرفه بالسلام الحار علي، وبلهجة خليجية ممزوجة بلكنة هندية، أخذ يسأل عن الأهل ويستعيد الذكريات كأنه فرد من العائلة. ولم أستطع أيقافه لأسأله عن شخصيته ومن يكون !!! فقد كان شغوفاً بالحديث عن الذكريات الماضية وما حصل له في حياته. وحمداً لله أنه عرّف نفسه ضمن الحديث بأنه علي . هممممممممم علي !! ذالك الهندي القادم من كيرلا، والذي تعودت أن أراه على مائده الغداء بصحبه والدي –رحمه الله- حين كنت صغيراً لم أتجاوز الثامنه من عمري. أذكر ذلك المشهد حيث يتجمع علي وأخويه أحمد ومحي الدين وبعض العمال الذين يعملون في المنطقة.. وأذكر هيئتهم وثيابهم والرائحة الغير زكية التي تنبعث منهم فتعبق المكان وتزكم الأنف وتغير حتى طعم الأكل بالنسبة لي. كانت إحدى عادات العطاء وشكر النعمه التي تعود والدي على القيام بها نحو الفقراء والمساكين ومن يعملون في أدنى الوظائف وأشدها قسوة وأقلها أجراً. وكان علي أحد هذه المجموعة بلا جدال، فقد كانت لديه عربة خشبية يدفعها في أرجاء المدينة كانت كل ما يملك وكانت هي الهايبر ماركت المتنقل بالنسبة لنا نحن الأطفال في ذلك الوقت!!! فقد كان يبيع كل ما نحتاج إليه من شطائر بالجبنة والبيض، ومجموعة من الحلويات بأنواعها المنتشرة في ذلك الوقت. وكان لديه في الصباح الباكر نشاط آخر هو بيع الباجيلا والنخي أو الدنجو والسمبوسة (الباجيلا = حبات الفول، الدنجو أو النخي = حبات الحمص، السمبوسة = فطيرة مقلية على شكل مثلث تحشى باللحمة أو الخضار). كان علي مجداً في عمله وكان صوته يعم أرجاء الحي بلهجته المستعربة منادياً: سمبوسة هار مو باريد .. نخي باجيلا .. سمبوسة هار مو باريد (الهاء هنا في مكان الحاء حسب نطق الهنود، أي حار وليس بارد ليؤكد أنه طازج).
لطموح
طافت تلك الذكريات سريعاً وأنا أستمع إلى هذا الرجل الهندي الذي طرق أبواب الخمسين وغزا الشيب شعر رأسه ولحيته. وقاطعته باهتمام: أنت وين الحين؟ فنظر إلي نظرة من توقع هذا السؤال؟ وأخذ يشرح لي كيف تحول من العمل على تلك العربة المتهالكة إلى تأسيسه محل بقالة صغير وضع عليه اسم أمه تيمناً وبركة وحتى يبارك الله له في رزقه، وهذا ما حدث، حيث ذاع صيت تلك البقالة، وافتتح منها عدة فروع بمساعدة إخوته الخمسة، منتهياً بالتحول إلى مجموعة تجارية كبيرة تضم محال السوبر ماركت، وبيع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، والملابس، ومواد البناء، بالإضافة إلى تجارة المواشي وبيع اللحوم. لقد تحولت تلك العربة الصغيرة التي كان يدفعها متثاقلاً ساعياً إلى فتات من الدراهم .. إلى مجموعة تجارية كبيرة لا تقارن بعربة خشبية رخيصة. عشت مع عليّ قصته وكأني أشاهد فيلماً سينيمائياً يستحق الفوز بالأوسكار. فالقصة عبارة عن دراما ممزوجة بالجهد المتواصل، والحرص على عمل الخير، والإيمان بالله، والإيمان بالذات. أردته أن يكمل ويروي ويسرد الكثير من القصص، لولا اقتراب موعد الصلاة.
النجاح
تركت علياً لحياته ومضيت لحياتي متفكراً في حال الإنسان عندما يجتهد ويبتغي المعالي، ورأيت أن علي وأمثاله عبارة عن أناس طموحين آمنوا بأنفسهم وقدراتهم. ففرق كبير بين أن تكون طموحاً وبين أن تؤمن بأنك جدير بذلك الطموح وقادر على الوصول إليه. فجميل أن يكون المرء طموحاً مؤمناً بنفسه وطموحه. كلنا نحلم، فالأحلام مهد الأفكار العظيمة والأفكار المتناهية إما في الخير أو الشر.. فبدون الحلم يضيع الطموح، ويخفت ضياء المثابرة، ويموت العمل الجاد، ويمسي المرء سائراً في حياته كآلة لا تكف عن الأكل والشرب وممارسة الحياة الباردة الخالية من أي جذوة للحصول على الأفضل أو حماس لتغيير الواقع الشخصي وواقع الآخرين إلى الأفضل. ومشكلة الأحلام والطموحات هي كثرتها، لدرجة يغرق معها ذلك الطموح الحالم فلا يرى أمامه إلا مشاريع عظيمة مجمدة في زوايا نفسيته المثقلة بالخوف من الفشل، والقلق من المجهول، وحب الأمان لدرجة الإنكماش في شرنقة الروتين اليومي الممل.
هل انت مؤمن بنفسك
تركت علياً بكل شكر وامتنان على ما تفضل بتعليمي إياه من دروس الحياة. وبعد ذلك الدرس العابر سالت نفسي: هل أنت قادر على تحقيق إنجازك الخاص؟ هل تخيلت نفسك يوماً نموذجاً لغيرك ودرساً مفيدا للطامحين في دروب الحياة؟ هل تستطيع ان تكون شخصاً أفضل؟ هل أنت مؤمن بنفسك وقدراتك؟ وصلت إلى إجابات شعرت معها بالارتياح، وتنهدت بشكل لا إرادي وأنا أقول شكراً لك يا علي فما زال ما أحلم به ممكناً. وسؤالي لك ولكِ.. هل أنت قادر على تغيير الأمور في صالحك من الإيجابية إلى السلبية؟ هل أنت قادر على تحقيق أحلامك؟ هل أنت مؤمن بنفسك؟
الزعيم- مشرف عام
- عدد المساهمات : 758
نقاط : 58136
التقيم : 0
تاريخ التسجيل : 09/06/2009
العمر : 34
الموقع : عين الملح
رد: هل أنت مؤمن بنفسك؟
ان تؤمن بطموحاتك وتثق في نفسك وتعيش لهدف نبيل
فذلك عظيم
وان تصل الى طموحك وتكون قدوة غيرك وتحس بانك لم تضيع شبابك وعمرك هباء منثورا
فذلك اعظم
شكرا على الموضوع المميز اخ زعيم
تقبل مروري وتحياتي
فذلك عظيم
وان تصل الى طموحك وتكون قدوة غيرك وتحس بانك لم تضيع شبابك وعمرك هباء منثورا
فذلك اعظم
شكرا على الموضوع المميز اخ زعيم
تقبل مروري وتحياتي
MADLIN- عدد المساهمات : 93
نقاط : 52467
التقيم : 0
تاريخ التسجيل : 29/07/2010
العمر : 30
الموقع : الاوراس الشامخ
رد: هل أنت مؤمن بنفسك؟
شكرا madlinعلى المرور الرائع
هل تؤمنين بنفسك
ايجيبي بصراحة
هل تؤمنين بنفسك
ايجيبي بصراحة
الزعيم- مشرف عام
- عدد المساهمات : 758
نقاط : 58136
التقيم : 0
تاريخ التسجيل : 09/06/2009
العمر : 34
الموقع : عين الملح
رد: هل أنت مؤمن بنفسك؟
موضوع جميل
ماجمل ان تثق في نفسك
لكي تعيش حياتك بسعادة
ولا تنتضر رضا الناس وملاحضاتهم
مشكووووووووووور
ماجمل ان تثق في نفسك
لكي تعيش حياتك بسعادة
ولا تنتضر رضا الناس وملاحضاتهم
مشكووووووووووور
احلى بنت- عدد المساهمات : 84
نقاط : 55886
التقيم : 4
تاريخ التسجيل : 26/08/2009
رد: هل أنت مؤمن بنفسك؟
الصراااااااااااااااااااااااااحة
واثقة في نفسي و بالبزاف بصح احيانا نحس بالاحباط ونفقد الثقة
احيانا بر ك ماشي دايما
واثقة في نفسي و بالبزاف بصح احيانا نحس بالاحباط ونفقد الثقة
احيانا بر ك ماشي دايما
MADLIN- عدد المساهمات : 93
نقاط : 52467
التقيم : 0
تاريخ التسجيل : 29/07/2010
العمر : 30
الموقع : الاوراس الشامخ
رد: هل أنت مؤمن بنفسك؟
شكرا على الصراحة
ويعطيك الصحة على هذه الثقة
الايمان ايزيد وينقص
فما بالك بالثقة
والاحباط شيئ عادي في هذه الحيات
من يهب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر
ابقي قوية كما انت
شكرا
ويعطيك الصحة على هذه الثقة
الايمان ايزيد وينقص
فما بالك بالثقة
والاحباط شيئ عادي في هذه الحيات
من يهب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر
ابقي قوية كما انت
شكرا
الزعيم- مشرف عام
- عدد المساهمات : 758
نقاط : 58136
التقيم : 0
تاريخ التسجيل : 09/06/2009
العمر : 34
الموقع : عين الملح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى